في هذا الصباح فتحت نافذتي بعد صلاة الفجر، يوم جديد وأنا على قيد الحياة ولله الحمد، وكل من يقرأ أحرفي التي تنبع من قلبي حي يزرق ولله الحمد، إذاً نحن في كل دقيقة بل لحظة نستحق الأجمل والأنقى كأرواحنا العطرة التي هي نفحة منه سبحانه، قال تعالى {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ ونَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}.
لطالما كانت خلوتك مع روحك هي من أفضل اللحظات! كتلك السويعات من العمر ولحظات التأمل التي عاشها توم كروز في شخصية نيثن أليغرين في فيلم Last Samuri هذا الفيلم الذي كررته مرات عدة منذ إنتاجه وعرضه في عام 2003م حتى اللحظة، وكم تسلل إلى أعماقي حديث النقيب نيثن عن اليابان وشعبه وممارستهم الصمت والتأمل، وكيف كان جميع هذا الشعب يتحلى بالأدب والذوق العام، فمن نقيب يدرب هذا الشعب للقضاء إلى الساموراي، وتحوله من رجل ضدهم إلى رجل آخر في صفهم!
تهذبت نفسه وتغيرت! بل عاد إلى روحه النقية، تلك الروح التي يسودها الحب والسلام والجمال، هكذا نحن البشر قد نمر بمفترق طرق ومواقف كنا نعتقد بأنها قد تسحقنا، لكن العكس يكون صحيحاً تماماً، في مشاهد هذا الفيلم وعندما كان يكتب توم كروز (النقيب نيثن) مذكراته في الربيع والصيف في سنة لا يعلم أي شهر كان فيه! مارس التأمل والصمت ووصل لعمق روحه، ووصل الأمر إلى قائد الساموراي، الذي وصل به الأمر أن يطلب منه أن يكمل بيتاً من قصيدة كتبها! ولمن شاهد الفيلم يعرف ما هو الشطر من البيت الذي أكمله.
مرت الأيام بي وفي 2014 عرفت عن رياضة التاي تشي مصادفة عن طريق الدكتورة في علم النفس أمة الله باحاذق، لا أخفيكم أنني كنت أرغب من أعماق قلبي أن أصل للحظات السكون التي كان توم كروز يصفها لنا في فيلمه! وأخيراً وبعد 11 عاماً أكرمني الله بمعرفة هذه الرياضة، ولكنني لم أكملها وانشغلت في الحياة، وبعد دروس في التأمل للطبيب محمد السقاف وفي أحد الأيام، تم الإعلان عن دورة للماستر محمد القوقندي وهو شاب وبطل عالمي درست عنده منذ أيام مرة أخرى التاي تشي هذه السنة من عام 2016م ولله الحمد، ولكن هذه السنة كان التاي تشي أعمق لأنه كان بعد (التأمل)، بل وكان بعد إشراقات على الروح، حيث كنت أراها (المواقف الصعبة) التي مررت بها.
عندما سمعت قصة الماستر محمد القوقندي منه شخصياً، وكيف أنه تحول من طالب طب إلى ماستر في الطاقة ومعالج ومدرب تاي تشي، وكيف أنه وصل لذلك بعد فضله سبحانه ثم معاناته مع (الربو)، وأخبرنا وقتها أن تلك كلها كانت منحاً، كل هذه المواقف الإيجايبة والأشخاص النقية الذين يمرون عليّ في الحياة وعليكم بالتأكيد، ما هي إلا إشراقات أراها في نافذتي كل صباح، فأنا وأنتم نحيا في ملكوته سبحانه، فهمت وقتها كلمات توم كروز في تأمله وتغيره للأفضل، وتذكرت الماستر محمد القوقندي، وكيف أن هذا البطل الشاب ما شاء الله، عكس للشباب المسلم العربي صورة جميلة ونقية عنا كعرب ومسلمين، فشكراً لله سبحانه ثم للأم التي ربته، وله وأنت قارئنا النقي افتح نافذتك وأشرق فأنت مازلت (حياً).
وكما قال الدكتور مصطفى محمود، رحمه الله، في كتابه «رحلتي من الشك إلى الإيمان»:(إننا نكتشف ساعتها أننا عشنا عمرنا من أجل هذه اللحظة، وأننا تألمنا وتعذبنا من أجل أن نصل إلى هذه المعرفة الثمينة عن نفوسنا، وقد تأتي تلك اللحظة في العمر مرة فتكون قيمتها بالعمر كله).
No comments:
Post a Comment