سلُوا النورَ المشعَّ العبقريَّا *** تَهادَى في الدُّنا فجراً نقيَّا
يطارح ليلَه المنغومَ لحناً *** رقيقَ الخطو مياداً حييَّا
ويهمس للدراري في سماها *** فترتقب المجرَّة والثريا
ويصحو البدر مرتعش الحنايا ** ينقِّل في السما ضوءاً سَنِيَّا
وحين تلفُّه سِنةٌ فيغفو *** كأن ضياءه ما كان حيَّا
فتبدو الشمس في صبح وريقٍ *** وتبعثه شعاعاً عسجديا
ويخمد وقْدُها ويغيب حتى *** كأن ضياءها ما كان شيَّا
وهذا الكوكب الأرضيُّ زاهٍ *** وقد لبس الرداء السندسيا
كتاب الكون مفتوح ودنيا الطْ *** طَبيعة ناغمتْ حلماً شهيا
وآدم بين تَطوافٍ حثيثٍ **** يفلسف ذلك السرَّ الخفيّا
هنالك فطرة الإنسان مدَّتْ ***على الأبعاد منطقَها الذكيا
أأعبدها؟ لقد أفلَتْ جميعاً ***سأعبد ربها الملك القويا
هو الرحمن سوَّاها بعلم ***وسوَّاني لها بشراً سويا
حبيبي يا رسول الله هذا ***ضياؤك مشرِقٌ في مقلتيا
وقلبي لاهبُ الآهات ينعَى ***على الدنيا ظلاما عنجهيا
وليلا تائه النجمات غامتْ ***به آفاقه تَهمي عليَّا
وقفتُ حيالها والظلم عاتٍ *** يُدَمْدِم يخنق النور البهيّا
ودينك خالد الإشعاع ثبْتٌ ***يصارع ذلك البغْيَ البغيّا
وبين مسامع الدنيا ترامت ***نداءات سمعْتُ لها دويّا
وباسم حضارة بَلْها تمطَّت ***بليلٍ فاغرٍ أمسى عييّا
وهاهم حفنة الأشرار راحوا ****يشِيعون الهُراء البربريا
عقيدتهم, شريعتهم, أكانت *** شريعة ربنا ظلماً وغيَّا
أكانت فلسفاتٍ مغلقات ***لتغلق ذلك الفجر الوضيّا
لقد فطر الإله الخلْق طراً ***عليها باعثاً هدْياً نديّا
وأرسل رسله رَكْباً فرَكْباً ***ليبتعثوه دينًا عالميا
وكان ختامهم خير البرايا *** محمداً النبيَّ الهاشميا
هو الإسلام في قلبي هُداهُ **** هو القرآن سيف في يديّا
هو الدنيا هو الأخرى فهلاَّ ****حرسنا حدّه ثبْتاً قويا؟
هو الروض المموسق في حُلاه *** فهل ذقنا به شهْداً وريّا ؟
ومنا معشرٌ كانوا كراماً *** رعَوه بكرةً ورعَوا عشيّا
فأَولاهم إلهُ العرش حبّاً ****وناداهم وقرَّبهم نجيّا
إلهي قال: لا خوفٌ عليهم ****لأن لهم مكانهمُ العليَّا
فهم هجروا مضاجعهم وهبّوا ****إلى الرحمن قد خرُّوا جثيّا
وهم أضيافه في كل وقتٍ *** ومن يك ضيفه أضحى هنيّا
ومن يكُ ضيفه يغنمْ ويسعدْ *** وكان ضيفه ربي حفيّا
فمَن ذا ينكر النفحات هذي ***ورب العرش أوضحها جليّا
فتلكمْ نخلة في غير وقتٍ ***لمريمَ أثمرتْ ثمراً شهيَّا
إله العرش قال لها: وهزّي ***فأنزله لها رُطبًا جنيّا
ومن ينظرْ الى الفاروق لما ***دعا الخلّ الوفيّ الأحوذيّا
يجدْ أن الولاية خير عونٍ ****لمن عاش الدنا بَرّا تقيّا
فقد نادى لساريةٍ نداءً ****وكان طريق ساريةٍ قصيّا
فأسمَعَهُ النداء على ابتعادٍ ****كأنهما على جبل سويا
No comments:
Post a Comment