قبل مدة، استضاف المذيع آرت لنلكتر عددا من الأطفال في برنامجه الناجح «الناس ظرفاء»، وخلال البرنامج، وجه إليهم سؤالا موحدا هو: «ما هي وظيفة الرئيس الأمريكي؟». وتباينت الإجابات، فقال طفل في السادسة من العمر: «وظيفته هي إشعال شجرة عيد الميلاد وقد رأيته على التلفزيون يفعل ذلك» وقالت طفلة في مثل سنه: «إنه يشارك في مسلسل يومي على التلفزيون، ولكنه مسلسل ممل جدا، ولذلك لا آبه بمتابعته» وقال آخر يبدو أنه مهاجر من الشرق الأوسط: «الناس يريدون شخصا يصفقون له، فاختاروا من بينهم رئيسا يصفقون له». ويبدو أن دين راسك الذي عمل في إدارتي رئيسين بارزين هما أيزنهاور وكنيدي لم يكن يتصور وظيفة الرئيس الأمريكي خارج هذا النطاق، فقد كان يقول: «لا تأبهوا لما يقوله الرئيس، فأنا أكتب له ما يقول». ويبتسم كيسنجر عندما يسمع أحدا يمايز بين الرؤساء ويعتبر هذا أفضل من ذاك ويقول: «يكفي أن تعرف رئيسا واحدا حتى تعرف كل الرؤساء، فكلهم على شاكلة واحدة».
هذا ما يقوله الناس عن وظيفة الرئيس الأمريكي، ولكن: ماذا يقول الرؤساء الأمريكيون عن عملهم؟
رونالد ريجان لا وقت لديه للكلام، فقد حكم أمريكا ثماني سنوات كان خلالها يمضي وقته إما نائما، أو في غرفة السينما في البيت الأبيض يشاهد أفلام الكاوبوي القديمة، والأفلام التي شارك هو فيها، وكارتر الذي سبقه في البيت الأبيض كان يقول: «عندما تسير كل الأمور باتجاه سيء، يشير الناس إلى الرئيس ويحملونه المسؤولية، وهذه هي التهمة التي يتقاضى عنها مرتبه»، أما فرانكلين روزفلت الذي حكم 13 سنة، من عام 1932 إلى حين وفاته عام 1945 لأن الظروف الأمنية لم تسمح بإجراء انتخابات أثناء الحرب فقد كان يقول: «عشت في البيت الأبيض يوما واحدا مكررا عدة سنوات» وكان ابن عمه ثيودور روزفلت يقول: «الرئيس نادل للشعب، يقدم لهم ما يريدون»
وعندما كان الرئيس بيوكانان يستعد لمغادرة البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته، قال لخليفته ابراهام لينكولن: «إذا كنت سعيدا لدخولك البيت الأبيض الذي أخرج أنا منه عائدا إلى بيتي، فأنت إذن أسعد إنسان في العالم». ولم يشعر لينكولن بالسعادة في منصبه الجديد، وكان يقول: «قالوا لي إنني ذاهب إلى الجحيم، ولم أكن أعرف أن الجحيم هو البيت الأبيض». وبعد أسابيع قليلة من وجوده في الحكم قال جون كنيدي: «ما أحقر وأقذر هذه الوظيفة، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية»
والرئيس هيربرت هوفر كان يقول: «إن الجماهير تستخف بمهمة الرئيس وتختار أشخاصاً لا يتمتعون بكفاءات مناسبة لهذا المنصب»، ويضيف: «عندما نمرض، نبحث عن طبيب غير عادي لعلاجنا، وعندما نرغب في بناء منشأة، نختار لها مهندسا جيدا، وعندما نخوض حربا نوكل إدارتها لجنرال غير عادي، ولكننا عندما نختار رئيسا، فإننا نختار للمنصب شخصا عاديا»، وكان يرى أن الناس يبالغون في تقدير عمل الرئيس عندما يظنون أنه المسؤول عن كل شيء، ويقول: «لقد شرفني خصومي مرة واحدة، عندما اتهموني بأنني المسؤول عن خراب أمريكا اقتصاديا وسياسيا».
والرئيس هاري ترومان الذي أصدر أمرا بضرب اليابان بالقنبلة النووية في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية من دون وجود أي مبرر عسكري لذلك، باعتبار أن اليابان كانت تستعد لإعلان استسلامها من دون قيد أو شرط يقول: «إنني أجلس هنا لكي أقول للناس أن يفعلوا ما يفعلونه بشكل تلقائي، من دون طلب من أحد، هذه هي كل مهام رئيس الجمهورية»
وعندما أنهى الجنرال أيزنهاور فتره حكمه الثانية، وسلم مقاليد الأمور لجون كنيدي، وأصبح رئيسا سابقا، قال: «ما أروع هذا اللقب: الرئيس السابق»، وسوف يكتشف الأمريكيون، بل والعالم بأسره، أن هذا اللقب رائع بالفعل عندما يحمله جورج بوش الابن
Sent from my iPad 2 - Ť€©ћ№©¶@τ
No comments:
Post a Comment