علماء النفس والاجتماع في الدول الغربية يقولون إن الرجال في كل دول العالم يمارسون عملية انتحار جماعي في منتهى الخطورة، لأنها تتم ببطء، بعكس المرأة التي تسلك سلوكاً كل خطوة فيه تؤدي إلى الحياة فترة أطول، بصحة وعافية، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فإن اليوم الذي تشكل فيه المرأة جمعيات خاصة لحماية الرجال من الانقراض لن يكون بعيداً.
وسلوك الرجال الانتحاري يتجلّى في كل مظهر من مظاهر حياتهم، فهم يختارون الهوايات والمهن الأكثر خطراً، من الجندية، إلى مكافحة الحرائق، إلى قيادة الطائرات، إلى هوايات تسلق الجبال وارتياد الأماكن المجهولة المحفوفة بالمخاطر، ورغم أن المرأة، في كل دولة من دول العالم، شاركت الرجل في كل مجال من مجالات الحياة، إلا أنها حرصت على ترك الأعمال الخطرة له، لتظل هي في منأى عن الخطر، وإذا صادف وعملت امرأة في مهنة خطرة، أو شاركت في مشروع علمي أو فضائي أو استكشافي احتمالات الخطر فيه كبيرة، فإنها تحيط عملها أو مشاركتها بهالة كبيرة من الدعاية، وتظهر في الصحف والإذاعات والتلفزيون بحيث يشعر الرجال بأن نسبة مشاركة المرأة في ذلك أعلى بكثير من نسبة مشاركة الرجل، وبالتالي يتحمسون أكثر، وتظل المرأة هي الرابحة.
وفي الحياة اليومية يبدو النزوع إلى الانتحار واضحاً في سلوك الرجل، ويبدو الحرص على الحياة واضحاً في سلوك المرأة، فالمرأة مهووسة بشيء اسمه الريجيم، وإذا زاد وزن الشحوم في جسمها كيلوجراماً واحداً على المعدل فإنها تعلن حالة الاستنفار، وليس السبب في ذلك حرصها على الظهور بمظهر مناسب أمام النساء فقط، وإنما لأنها تدرك بحدسها الأنثوي، أن السمنة هي أم الداء وهي لا تريد الداء لنفسها، وإنما للرجل. وكل امرأة تتعلم من أمها حكمة غريبة تقول إن المعدة أقصر طريق إلى قلب الرجل. ولذلك فإنها تشجع الرجل على حشو هذه المعدة حتى الامتلاء، وهي تعرف أن العواطف مقرها القلب، لا المعدة، ولكنها تعرف أيضاً أن المعدة بيت الداء وأنها السبيل الوحيد لرفع نسبة الكوليسترول في الجسم، وإصابته بأمراض القلب والشرايين. والإحصاءات العالمية تشير إلى أن ٪32 من نساء العالم يعانين زيادة الوزن، في مقابل ٪76 من الرجال، و08٪ من النساء يلتزمن بريجيم اختياري بشكل أو بآخر، ويلجأن إلى الريجيم الدقيق إذا زاد وزنهن في مقابل ٪12 من الرجال، وكانت النتيجة أن واحداً من كل 18 رجلاً يعاني من السمنة الزائدة على الحد، و2 من كل 3 يعانيان من ارتفاع الكوليسترول، و83 ألف رجل يموتون في بريطانيا من أمراض القلب في مقابل 43 ألف امرأة.
هذا السلوك الانتحاري من جانب الرجل تنبهت له الحكومات الغربية قبل فوات الأوان، فشنت حملات توعية صحية موجهة للرجال هدفها تبصيرهم بأنهم يغامرون بأنفسهم وحياتهم، وينبغي عليهم إعادة النظر في سلوكهم من الأساس. وتقول الحملات للرجال: إذا استمررتم في الطريق الذي تسيرون فيه فإن اليوم الذي تشكل فيه النساء جمعيات لحماية الرجال من الانقراض لن يكون بعيداً.»
No comments:
Post a Comment