من بين النكات التي تروى عن النظرة المعادية للإسلام في الولايات المتحدة أن كلباً هاجم طفلاً في إحدى حدائق نيويورك، وبدأت والدة الطفل تصرخ وتولول وتستنجد بالناس لإنقاذ ابنها من بين أنياب الكلب، وهم ينظرون إليها بلا اكتراث، كأن المشكلة لا تعنيهم، وأخيراً اشتعلت الحماسة في رأس أحدهم، فهاجم الكلب، وقتله، وخلّص الطفل من بين أنيابه. وتقدم منه مصور تلفزيوني صادف وجوده في الحديقة وقال له: «لقد قمت بعمل بطولي، سنبث الخبر في نشرة هذا المساء ونذكر أن بطلاً من نيويورك أنقذ طفلاً من موت محقق» فقال الرجل: «ولكنني لست من نيويورك»، فقال الصحافي: «إذن، سنذكر أن بطلاً أمريكياً أنقذ طفلاً من بين أنياب كلب هائج» فقال الرجل: «ولست أمريكياً أيضاً، أنا مسلم من الشرق الأوسط». وفي المساء حملت نشرة الأخبار خبراً عن إرهابي من الشرق الأوسط قتل كلباً في إحدى حدائق نيويورك.
شيء من هذا القبيل حدث لطالب في الثامنة والعشرين من العمر، من بنغلاديش، يدرس الطب في إحدى جامعات نيويورك، اسمه محمد أسد الدين، فقد اضطر محمد إلى العمل سائق سيارة أجرة بنصف دوام للمساهمة في تغطية مصاريفه الجامعية، وقبل أيام نقل فوجاً سياحياً من إيطاليا إلى السوق الرئيس في المدينة، واكتشف محمد أن إحدى السيدات المسنات في الفوج نسيت حقيبة يدها في السيارة، ففتح الحقيبة على أمل العثور على أي شيء يدل على شخصية صاحبتها، وفوجئ بأنها تحتوي على مبلغ كبير من المال، وكمية من المجوهرات، وعدد من جوازات السفر، وبطاقة بعنوان فندق في نيويورك، فخطر له أن هذا هو الفندق الذي يقيم فيه الفوج السياحي، فاتجه إليه مباشرة، وسأل، فقيل له إن الفوج غير موجود في الفندق، فترك بطاقة صغيرة كتب فيها: «لا تقلقوا على حقيبة اليد ومحتوياتها، فهي في أيد أمينة» وترك رقم هاتفه المحمول، وأثناء التجّول في السوق اكتشفت السيدة فقدان حقيبة يدها، فذهبت لتقديم شكوى في مركز الشرطة، فقال لها الشرطي المناوب: «لا تسرفي في التفاؤل، فهذه نيويورك، والحقيبة لن تعود إليك، ولكننا سنسجل شكواك». وكادت المرأة تسقط مغشياً عليها، فهي المسؤولة عن أمانات الفوج السياحي، والفوج في مدينة غريبة، ولا يملك مالاً.
وفوجئت لدى عودتها إلى الفندق برسالة السائق، فاتصلت به، وبعد فترة وجيزة كان في الفندق يسلمها الحقيبة، وقال لها إنه لم يعد المال بداخلها ولكنه لم يلمس شيئاً فيها، وعدّت المرأة المال، فوجدته 45 ألف دولار كما كان، وكذلك المجوهرات، فشكرته، وحاولت تقديم مكافأة له، ولكنه رفض.
والقصة ليست هنا، وإنما في تغطيتها في أجهزة الإعلام الأمريكية، فقد تجاهلت هذه الأجهزة باستثناء وكالة «الأسوشيتد بريس»، اسم سائق السيارة وجنسيته ودينه، ولم تشر إليه بأي شيء باستثناء القول إنه طالب وفد إلى أمريكا لدراسة الطب، وقد سأله مندوب «الأسوشيتد بريس»: «ألم تفكر في الاحتفاظ بالمال، خصوصاً أنك بحاجة ماسة إليه؟» فقال له: «إنني محتاج ولكنني لست جشعاً، وديننا يفرض علينا رد الأمانات إلى أصحابها». وقد حذفت هذه الجملة من كل أجهزة الإعلام التي نشرت الخبر.
Sent from my iPad 2 - Ť€©ћ№©¶@τ
No comments:
Post a Comment