يعتبر الشاعر جوته أمير الشعراء الألمان من أبرز الكتاب والشعراء الغربيين، ولهذا الشاعر رأي في الإسلام ضمنه معظم كتاباته، بل إنه كان يصف نفسه بأنه «شرقي غربي» ولذلك نشر عام 1819 ديوانه المعروف «الغربي الشرقي».
وجوته درس الثقافة العربية الإسلامية بعمق وتأثر بها، وقرأ كتاب ألف ليلة وليلة، ومنه استوحى كتابه «مزاج عاشق» وجعل اسم بطلته «أمينة» كما شغف بالقرآن الكريم والإسلام، وكاد يتحول إلى داعية إسلامي، ويقال إنه عندما حدثه أحد الأدباء الكبار عن الإسلام في بداية معرفته بالإسلام قال له: «إذا كان هذا هو الإسلام فأنا مسلم من دون أن أدري».
وعندما يقارن جوته بين الإسلام والأديان الأخرى يرى أن الإسلام هو دين التسامح الملائم لكل إنسان، ويقول: «إن الإسلام هو دين الوحدانية الحقيقية، وهو الدين الوحيد الذي يؤمن بكل الرسل، والدين الوحيد الذي يشترط على أتباعه أن يتجلى التدين لديهم في الأعمال الصالحة والخيرة وفي منتهى الصفاء والسمو».
أما العرب، فإن جوته يصفهم بقوله: «إنهم أمة تقيم أمجادها على تقاليد وموروثات جعلتها تتفاخر بأجدادها، وهؤلاء الذين يعيشون الصفاء الإنساني الحقيقي يتمتعون بفطرة شعرية لا مثيل لها، والشعر عندهم يتسم بسمات رائعة هي الارتباط بالطبيعة والبيئة والعاطفة والحيوية». ويلاحظ جوته أن الشعر العربي يتميز بقوة التدين وحرية الفكر، إلى جانب الإيمان بالقدر الذي تفتقد إليه الثقافة الغربية.
وتقول الباحثة كاترينا مومسون في كتاب نشرته مؤخرا بعنوان: »جوته والعالم العربي»: «إن شغف جوته بالقرآن الكريم والإسلام، دفعه ذات يوم، إلى الإيمان بأن مهمته على الأرض تشبه مهمة الأولياء الصالحين فيما يختص بالعمل الصالح، ولذلك أخذ يتشبه بهم، ويكثر من استخدام الرموز القرآنية في كتاباته. وعندما لمس الفارق الكبير بينه وبينهم أدرك إنه لا يستطيع مهما فعل أن يكون مثلهم».
وجوته ألماني، وليس من الغريب أن تصدر معظم الكتابات التي تنصف العرب من ألمانيا، وأن يأتي الاعتراف بالشمس العربية التي أشرقت على الغرب من باحثة ألمانية.
Sent from my iPad 2 - Ť€©ћ№©¶@τ
No comments:
Post a Comment